Translate

Rabu, 09 Oktober 2013

الإيمان والإسلام والتقليد

الإيمان والإسلام والتقليد

المقدمة
الإسلام هو دين الله الذى أوحاه إلى محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهو إيمان وعمل.فأمالإيمان يمثل العقيدة، والأصول التى تقوم عليها شرائع الإسلام، وعنها تنبثق فروعه، والعمل يمثل الشريعة، والفروع التى تعتبر للإيمان والعقيدة.
فالإيمان والعمل، أو العقيدة والشريعة كلاهما مرتبط بالآخر ارتباط الثمار بالأشجار، أو ارتباط المسبَّبات بالأسباب، والنتائج بالمقدمات.
ولا يجوز التقليد فى الْعَقَائِد فلاَ بُدَّ فِي ذَلِكَ مِنَ النَّظَر الصَّحِيح وَالتَّفَكّر وَالتَّدَبُّر الْمُؤَدِّي إِلَى الْعِلْمِ وَإِلَى طُمَأْنِينَة الْقَلْب ، وَمَعْرِفَة أَدِلَّة ذَلِكَ . وَمِمَّا يُحْتَج بِه لِذَلِكَ أَنَّ اللَّه تَعَالى ذَم التَّقْلِيد فِي الْعَقِيدَةبِمِثْل قَوْله تَعَالَى : {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ}(( الزخرف)). لهذا، سنقدم لكم البحث عن الإيمان والإسلام والتقليد.

v    الإيمان والإسلام
الإيمان لغة : التصديق، ضد التكذيب
وشرعا :التصديق والنطق باالتحقيق
        الذي يصدق قوله بالعمل وهو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان١[1]. فالأعمال جزء من الإيمان،كما فى قوله تعالى  للمؤمنين الصادقين بصفات زائدة على التصديق (( إنما المؤمنون إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت أياتهم زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون (٢) الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون (٣) أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم و مغفرة ورزق كريم(٤)), وفى السنة ((ثلاث من كن فيه حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله, و من يكره أن يعود فى الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى فى النار))٢.

الإسلام لغة :الإنقياد.
و شرعا : الامتثال والانقياد لماجاء به النبى صلى الله عليه وسلم مما علم من الدين بالضرورة
و قيل : الانقياد لجميع ما أمر *** تعريف اللإسلام لدى البعض اشتهر[2]٣
معنى الإسلام فى معاجم اللغة هو الإنقياد و الخضوع و الإذعان و الإستسلام و الإمتثال لأمرالآمر و نهيه بلا اعتراض.
إن جميع ما فى الأرض من مختلف الديانات قد سميت بأسمائها إما نسبة إلى إسم رجل خاص أو امة معينة إلا الإسلام ,وإنما يدل إسمه على صفة خاصة يتضمنها معنى كلمة الإسلام, و مما يظهر من هذا الإسم أنه ما عنى بإيجاد هذا الدين و تأسيسه رجل من البشر, وليس خاصا بأمة  معينة دون سائر الأمم, و إنما غايته أن يحلي أهل الأرض جميعا بصفة الإسلام, فكل من اتصف بهذه الصفة من غابر الناس وحاضرهم فهم مسلم, ويكون مسلما كل من يستحلى بها فى المستقبل٤.
*** فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه لالعذر منعه ولا لاباء بل اتفق له ذلك فهو مؤمن عند الله غير مؤمن  في الأحكام الدنيوية أما المعذور إذا قامت قرينة على إسلامه بغبر النطق فهو مؤمن فيهما وأما الآبى بأن طلب منه النطق بالشهادتين فأبى فهو كافر فيهما ولو أذعن في قلبه فلا ينفعه ذلك ولو فى ألآخرة، ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبه كالمنافق فهو مؤمن في الأحكام الدنيوية غير مؤمن عند الله تعالى ومحل كونه مؤمنا في الأحكام الدنيوية مالم يطلع على كفره بعلامة.
       فالإيمان والإسلام متغاير ان مفهوما أى معنى وما صدقا أى أفرادا وإن تلازما شرعا باعتبار المحل بعد اتحاد الجهة المعتبرة فلا يوجد مؤمن ليس بمسلم ولا مسلم ليس بمؤمن ولا يرد من صدق واخترمته المنية مثلا لأنه عند الله مؤمن ومسلم وعندنا ليس بمسلم ولا مؤمن .
وهذا ماذهب إليه جمهور الأشاعرة وذهب جمهور الماتريدية والمحققون من الأشاعرة إلى اتحاد مفهوميهما .

v    زيادة الإيمان ونقصانه
اختلاف العلماء فى ذلك على أقوال :
- فقال جمهور الأشاعرة هو بثبوت ذلك٥ ، كما قال إبرهيم اللقانى : ورجحت زيادة الإيمان *** بماتزيد طاعة الإنسان٦.[3]
ووجه الزيادة أن من كانت الدلائل عنده أكثر وأقوى كان أزيد إيمانا٧ .
- وقول الطائفة من المرجئة ومن غيرهم أن الإيمان لايزيد ولاينقص
- وقيل أن الإيمان يزيد ولاينقص، هذا منسوب إلى بعض أئمة أهل السنة، لأن الدليل دل على زيادته وهذا أمر لايدخله القياس، فلانقول بنقصانه لعدم ورود الدليل في ذلك.

          ذكر الشيخ عبد البر الأجهورى أن الإيمان ثلاثة أقسام :
١.  يزيد وينقص وهو إيمان الأمة إنسا وجنا
٢. ولا يزيد ولا ينقوص وهو إيمان الملائكة
٣. ويزيد ولاينقص وهو إيمان الأنبيآء
     وزاد بعضهم قسما رابعا وهو الذي ينقص ولا يزيد وهو إيمان الفساق .
  وقد احتجوا على أن الإيمان يزيد وينقص كقوله تعالى : "وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا " ، وكقوله " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " ،  وكقوله عليه الصلاة والسلام لابن عمر لما سأله (( الإيمان يزيد وينقص ؟ قال: نعم يزيد حتى يدخل صاحبه الجنة وينقص حتى يدخل صاحبه النار )).

أسباب زيادة الإيمان ونقصانه
زيادة الإيمان
نقصان الإيمان
v    طلب العلم النافع المستمد من كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و العمل به.
v    معرفة أسماء الله الحسنى, الواردة فى الكتاب والسنة, والحرص على فهم معانيها, والتعبد بها.
v    قراءة القرآن وتدبره.
v    تأمر سيرة الرسوول الأمين صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية, و الأوصاف الكاملة, والخصال الكريمة, والشمائل الحميدة عليه وسلم و صفاته.
v    تأمل محاسن الإسلام, لأن الدين الإسلام كله محاسن
v    تأمل آيات الله ومخلوقاته
v    الإكثار من ذكر الله تعالى, والدعاء
v    الإكثار من النوافل بعد الفرائض
v    الإتصاف بصفات المؤمنين الصادقين و أولياء الله الصالحين, و اتباع آثارهم, و الأخذ بهديهم, ومجالستهم
v    الدعوة إلى الله تعالى, و الامر بالمعروف و النهى عن المنكر, والتواصى بالحق والصبر.
v    البعد عن شعب الكفر, و كبائر الذنوب, و النفاق, والفسوق, والعصيان.
v    الجهل بامور الدين, و علوم الشارع.
v    الغفلة, والإعراب, و النسيان.
v    فعل المعاصى و ارتكاب الذنوب.
v    طاعة النفس الأمارة بالسوء.
v    الركون إلى الدنيا, و فتنتها, وزينتها.
v    مجالس اللهو, وقرناء السوء.
v    إتباع خطوات الشيطان.
إلى غير ذلك من الاسباب.


v    التقليد
التقليد في اللغة: وضع الشيء في العنق محيطاً به، وذلك الشيء يسمى قلادة، والجمع قلائد، ومنه تقليد الهدي، فكأن المقلد جعل الحكم الذي قلد فيه المجتهد كالقلادة في عنق من قلده، ويستعمل التقليد - أيضاً - في تفويض الأمر إلى الشخص كأن الأمر جعل في عنقه كالقلادة، قالت الخنساء:
يقلده القوم ما نابهم ... وإن كان أصغرهم مولداً [4]
 أما في الاصطلاح: فتكاد تنحصر تعريفات الأئمة في ثلاثة تعريفات متقاربة المعنى.
الأول: أن التقليد: قبول قول القائل وأنت لا تعلم من أين قاله، (أي لا تعرف مأخذه) [5]
الثاني: قبول قول الغير بلا حجة [6]
الثالث: اتباع قول من ليس قوله حجة [7]، وهو قريب من الثاني.
وهل يصح إيمان المقلد! على قولين للعلماء، فعن الأشعري لا يصح ومن قال يصح يوجب عليه الاستدلال بالنظر والرجوع إلى الدلائل الظاهرة والآيات الباهرة، ثم أن من قام في ذهنه دلائل قصده ومطلوبه فأراد إقامتها على ما ادعاه من كتاب الله وسنة رسوله وكلام الأئمة الأعلام فباحث وناقش ودل واستدل فتوافق هو وغيره في الدليل والاستدلال والعقيدة فيما هو مطلوب لا محال لا يلزم من ذلك التقليد لذلك الغير بل ولا يؤديه معناه لوجهين:
أحدهما: أن كثيراً ما يوافق مجتهد مجتهداً، وليس هو مقلداً له فيما قاله وإنما هو موافق له فيه، فالواقع إنما هو اتفاقهما في الحكم والدليل، لا تقليد أحدهما الآخر فيه. وهذا مشاهد في كلام الأئمة وتوافقهم في المسائل الاجتهادية، وقد وافق الإمام الشافعي الإمام زيد بن ثابت رضي الله عنهما مع أن الشافعي ليس مقلداً لزيد.
الثاني: أن تعريف التقليد هو أخذ قول الغير والعمل به من غير حجة للمقلد، وإنما هو اعتماد على قول مقلده وقصر على منطوقه ومفهومه بلا نظر في دليله من ضعفه أو ترجيحه قاله الأصوليون. وقالوا يلزمه أن يقلد في مسائل الفروع الأرجح الفاضل عنده فيجتهد في ذلك على الأصح. وأما توحيد الباري تعالى وتقدس في معاملته وإخلاص عبادته فلا تقليد فيه البتة.
. والشيخ تقي الدين وتلميذه رحمهما الله تعالى بل وغيرهما إنما يحرمون التقليد في توحيد الله ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم وما علم كونه من الدين ضرورة كأركان الإسلام، ويدعيان الإجماع على ذلك وعبارتهما: (التقليد السائغ في المسائل المستفتى فيها وهي الاجتهادية) وأما العقلية كوجود الباري تعالى وتوحيده والرسالة فلا تقليد فيها، وكذا ما علم كونه من الدين ضرورة كأركان الإسلام إجماعاً.
 وقال الشيخ تقي الدين في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: (أما مسائل الفروع التي يسوغ الاجتهاد فيها والتقليد، لا ريب أن المجتهد فيها على أجر فان أصاب فله أجران وان أخطأ فله أجر وكذا المقلد له أجر على حسن قصده وعمله، وإنما انكارهما شديد على من أوجب إتباع طريقة شيخ من مشايخ الدين والصلاح كالشيخ عبد القادر، والشيخ حيوه وأمثالهما.
قال غير الجمهور : ليس شرطا فى صحة الإيمان بل ليس بواجب اصلا بل هو من شرط الكمال
 قال الجمهور : يجب النظر ولا يكفى التقليد فى مسألة الإيمانية
وإختلفوا فى حكم المقلد على أقوال :
         القول الأول : هو مؤمن ، وعاص بترك النظر
         القول الثانى : هو مؤمن ، وليس بعاص
          القول الثالث : هو ليس بمؤمن
v    الخلاصة
الإيمان هو الذي يصدق قوله بالعمل وهو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان. فالأعمال جزء من الإيمان والإسلام هو الامتثال والانقياد لماجاء به النبى صلى الله عليه وسلم مما علم من الدين بالضرورة ومن قال أن الإيمان يزيد و ينقص فذهب الجمهور الأشاعرة هو بثبوت ذلك وخصص الشيخ عبد البر الأجهورى من أقسام الإيمان ثلاثة و الأول أن الإيمان يزيد وينقص وهو إيمان الأمة إنسا وجنا وفى مسألة التقليد أن الإنسان يلزم أن يقلد في مسائل الفروع الأرجح الفاضل عنده فيجتهد في ذلك على الأصح. وأما توحيد الباري تعالى وتقدس في معاملته وإخلاص عبادته فلا تقليد فيه البتة كما تقدم.

المراجع:
ü      الشيخ صالح بن العزيز بن محمد, كتاب أصول الإيمان فى ضوء الكتاب و السنة
ü      رواه البخارى  فى ( كتاب ألإيمان) باب: (من كره أن يعود فى الكفر)
ü      جوهر الثمينل
ü      لمزيد من التوسع ينظر كتاب "مبادئ الإسلام " تأليف الشيخ حمود بن محمد اللاحم, و كتاب" دليل مختصر لفهم الإسلام.
 تحفة المريد ٣٢ الشيخ الإسلام ابراهيم محمد البيجوري
ü      جوهرة التوحيد ابراهيم اللقانى
ü      تفسير الرازي
ü      إبراهيم مصطفى و أخرون, المعجم الواسط,(معجم اللغة العربية)
ü      ابن منظور, محمد بن مكرم الأفرقي المصري,لسان العرب
ü      ابو داود, سنن اكو داود, كتاب الجهاد
ü      سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشتري, التقليد و أحكامه
ü         الموسوعة العقدية  (مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف)
ü      التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب






 ١ الشيخ صالح بن العزيز بن محمد, كتاب أصول الإيمان فى ضوء الكتاب و السنة
٢ رواه البخارى  فى ( كتاب ألإيمان) باب: (من كره أن يعود فى الكفر)
٣ جوهر الثمينل
٤ لمزيد من التوسع ينظر كتاب "مبادئ الإسلام " تأليف الشيخ حمود بن محمد اللاحم, و كتاب" دليل مختصر لفهم الإسلام.
٥ تحفة المريد ٣٢   الشيخ الإسلام ابراهيم محمد البيجوري
٦ جوهرة التوحيد   ابراهيم اللقانى
٧ تفسير الرازي ج ٧ ص ٣٦٠
[4] (1) انظر في التعريف اللغوي ((لسان العرب)) (3/ 367)، ((مختار الصحاح)) (ص: 548)، ((البحر المحيط)) للزركشي (6/ 270)، ((الأحكام في أصول الأحكام)) للأمدي (4/ 221)، ((إرشاد الفحول)) للشوكاني (ص: 265)، ((مختصر حصول المأمول من علم الأصول)) لصديق حسن خان، (ص: 118)، ((شرح الورقات)) عبدالله بن صالح الفوزان (ص:170) وغيرها.
[5]  وهذا التعريف نسب إلى القفال، انظر ((البحر المحيط)) (6/ 270)، و ((إرشاد الفحول)) (ص: 265).
[6]ذكره ابن حزم في ((الأحكام)) (2/ 836)، وابن تيمية (2/ 15، 16)، والجويني، والغزالي والآمدي وابن حزم في ((الأحكام)) (2/ 836)، وابن الحاجب وغيرهم انظر ((الأحكام)) للآمدي (4/ 221)، ((البحر المحيط)) (6/ 270)، ((شرح الورقات)) للفوزان (ص: 171).
[7]  وهو ترجيح أبي عبدالله بن خويز منداد البصري المالكي، وابن الهمام في التحرير، والشوكاني وغيرهم انظر ((جامع بيان العلم وفضله)) (2/ 117)، ((إرشاد الفحول)) (265).

Tidak ada komentar:

Posting Komentar