صفة الحياة والسمع و البصر والكلام
كلية الدراسات
الإسلمية والعربية
جامعة شريف هداية
الله الإسلاميّة الحكومية
جاكرتا
المقدّمة
الحمد لله الذي عدد خلقه ورضا نفسه وزينة عرشه ومداد
كلماته, أشهد أن لاإله إلا الله الملك الحقّ المبين وأشهد انّ محمدا رسول الله
الصّادق الوعد الأمين ( أمّا بعد )
لا الشّمس ينبغى لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
وكلّ فى فلك يسبحون.
قل لوكان البحر مدادا لكمات ربى
لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى ولوجئنا بمثله مدادا. هذه كلّها نعمة من نعم
الله تعالى التى وجب علينا ان نشكرها ولا يجوز لنا ان نكفرها. لا تكن ناسيا ولا
تكن غافلا صلاة وسلاما حيّ على التفويض إلى رسولنا العزيز فهو محمّد صلّى الله
عليه وسلّم, هو الذي قد اخرج الناس من الّظلمات إلى النور حتّى نستطيع أن نفرّق
بين الحق والباطل.
فى هذا البحث سنواصل مايتعلق بصفات
المعانى. وقد تعلمنا عن صفة القدرة, والإرادة, والعلم. والآن سنبحث عن صفة الحياة,
والسمع, والبصر, و الكلام. في هذه المقالة, سنجد التعريفات و بيانات التعريفات و
الدلائل النقلية كانت و العقلية كانت مما تتعلق بمبحاثنا.
وحيّا نتعمق هذا البحث بقراءة هذه
المقالة و فهمها.
صفة الحياة
تعريفها
الحياة لغة مصدر من حي-يحي وهو ضدّ الموت و الحىي ضد الميت
و إصطلاحا فهى صفة أزلية قائمة بذاته تعالى زائدة عليها تقتضي صحّة العلم والقدرة و الإرادة وغيرها من
الصفات الواجبة له سبحانه وتعالى وقال الجرجانى أن الحياة: هي صفة توجب للموصوف بها أن يعلم ويقدر.
والمعنى أن الله سبْحانه وتعالى، (الْحياة) وهي صفة ذاتيّة ثبوتيّة، قديمة
أزليّة، تقتضي صحّةالإتصاف نحو العلم والقدرة لاستحالة قيامهما بغير الْحيّ
شرح التعريف
- أزلية : علم قديم يخرج عنه الحياة
الحديثةفهو مستحيل عليه تعالى
- قائمة بذاته : مخرج للصفة السلبية
- تقتضى صحة الإتصاف : مخرج لما عدا الحياة من
الصفات المعانى الواجبة لله تعالى
وقد إختلف
العلماء فى المعنى صفة الحياة فقال العلماء رحمهم اللّه تعالى: حياة الباري عز
وجلّ ممّا اتّفق عليه العقلاء، نعم، الْحياة في حقّه لا يجوز أنْ تكون بمعْنى
الْحياة في حقّنا ; لأنّها في حقّنا قوّة تتْبع اعْتدال النوْع، وهذا في حقّه
تعالى محال، فمنْ ثَم اخْتلفَ فِي معْناها في حقّه تعالى :
فقال أبو الْحسيْن الْبصْريّ من الْمُعْتزِلة: حياته صحّة الْعلْم والْقدْرة،
فمعْنى كونه حيّا أنّه يصحّ أنْ يعْلم ويقْدر، وعنْد الْفلاسفة الْحيّ هو الدّرّاك
الْفعّال،
وقال أهْل السّنّة: حياته صفة زائدة على الْعلْم والْإرادة قديمة قائمة بذاته،
لأجْلها يصحّ أنْ يعْلم ويقْدر، لا نفْس صحّة الْعلْم والْقدْرة،
وَقَالَ
الْجُمْهُور إِنَّهَا صفة توجب صِحَة الْعلم إِذْ لَوْلَا اخْتِصَاصه بِصفة توجب
صِحَة الْعلم لَكَانَ اخْتِصَاصه بِصِحَّة الْعلم تَرْجِيحا بِلَا مُرَجّح
وَأَجَابُوا
عَنهُ بِأَنَّهُ منقوض باختصاصه بِتِلْكَ الصّفة
فَإِنَّهُ
لَو كَانَ بِصفة أُخْرَى لزم التسلسل
فَلَا بُد
من الِانْتِهَاء إِلَى مَا لَا يكون بِصفة أُخْرَى
وَالْحق أَن
ذَاته تَعَالَى مُخَالفَة بِالْحَقِيقَةِ لسَائِر الذوات فقد يَقْتَضِي
الِاخْتِصَاص بِأَمْر
وَلَيْسَ
جعل ذَلِك عِلّة صِحَة الْعلم أولى من جعلهَا نفس صِحَة الْعلم
فَمن
أَرَادَ إِثْبَات زِيَادَة فَعَلَيهِ بِالدَّلِيلِ.
الدليل النقلية:
كانت الأدلة كثيرة التى تدل على صفة الحياة لله
فى القران أو الأحاديث الشريفة .
- قال تعالى فى القران الكريم: {اللَّهُ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ} وقال :{هُوَ الْحَىُّ لاَ اله إِلاَّ
هُوَ}ثم قال : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَىِّ الَّذِى لاَ يَمُوتُ} ، وَنَحْوَ
ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ
- ومن الأحاديث,أن رسول الله يقول فى دعائه
"اللهم لك أسلمت وبك أمنتُ....أنت الحى الذى لا يموت...."
الدليل العقلية
وفى إثبات
صفة الحياة لله تعالى بدليل العقلى قد
فسّرها جمْهور الْأئمّة منْ أهْل السّنَة والْجماعة، فهي صفة كمال في نفسها،
فاتّصف بها جلّ وعلا فصفة الْحياة هي الْجامعة لسائر الصّفات متقدّمة الرتْبة
عليْها، فلا يتقدّمها إلَا الْوجود، وهي لا تتعلّق بشيْء لا موْجود ولا معْدوم،
ومثلها الْوجود والْقدم والْبقاء عنْد منْ يعدّها من الصّفات الذّاتية، وضابطها
أنّها كلّ صفة لا تقْتضي أمْرا زائدا على قيامها بمحلها، كما أنّ ضابط ما يتعلّق
من الصّفات أنّها كلّ صفة تقتضي أمْرا زائدا على الْقيام بمحلِها، فإِنّ الْعلْم
يقْتضي معْلوما، والْقدْرة تقْتضي مَقْدُورًا.
صفة السمع و البصر
تعريفهما
إن صفة السمع هو صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تتعلق بالموجودات فتدركها إدراكا
تاما يغاير إدراك العلم والبصر.
وأما صفة البصر هو صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تتعلق بالموجودات او بالمبصرات
و المعنى يجب لله تعالى صفة الْبصر، وهو صفة قديمة قائمة بذاته تعالى تتعلّق
بالْمبْصرات، فيدْرك بِها إدْراكا تَماما، لا على سبِيل التَّخْييل وَالتَّوهُّم،
ولا على طريق تأثّر حاسَّةٍ، كما يَأْتِي الْكلام على ذلك مع السّمْع قريبا، والسَّمْع
صفة قديمَة تتعلّق بالْمسْموعات. وإثْبات هاتيْن الصّفتيْن أعْني السّمْع والْبصر
للدّلائل السّمْعيّة، وهُما صفتان زائدتان على الذّات عنْد أهْل السُّنّة، كسائر
الصّفات لظواهر الْآيات والْأَحاديثس، وَليْسا راجعَيْن إِلى الْعلْم
بالْمسْمُوعات والْمبْصرات خلافا للْفلاسفة ومنْ وافقهمْ،
وللْإِمامِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ في قَوْله: إِنّهما راجعان إِلى
الْعلْم بالْمَسْمُوع والْمبْصر، لكن الْمشْهور منْ مذْهب الْأَشاعرة كسائِر أهْل
السُّنّة، أَنّ كُلًّا مِن السَّمْعِ وَالْبَصَرِ صِفَةٌ مُغَايِرَةٌ لِلْعِلْمِ
الدليل النقلية
- قال تعالى فى كتابه الكريم {لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، {وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ
بَصِيرٌ} و {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ
فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} وقوله (إنّ الله سميعٌ بصيرٌ) وقال (إنّ الله
كان سميعاً بصيراً)
- وفى الحديث لقوله الرسول
الدليل العقلية
قال الْإِمام الْحافظ الْبَيْهقِيُّ فِي
كِتَابِهِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ: السَّمِيعُ مَنْ لَهُ سَمْعٌ يُدْرِكُ بِهِ
الْمَسْمُوعَاتِ، وَالْبَصِيرُ مَنْ لَهُ بَصَرٌ يُدْرِكُ بِهِ الْمَرْئِيَّاتِ،
وَالْكُلُّ مِنْهُمَا فِي حَقِّ الْبَارِي صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ تَعَالَى،
صفة الكلام :
تعريفه
كثير من العلماء المتكلمين ان يعرفوا صفة كلام الله تعا لى
منهم الامام الغزال يقول فى كتايه الإقتصاد فى الإعتقاد بانها صفة قديمة قائمة
بذات الله تعالى ليس بحرف ولا صوت.
وعرفها اهل السنة و الجماعة بانها صفة وجودية ازيلة قائمة
بذاته تعالى ليست بحرف ولاصوت منزهة عن التقدم والتأخر, والإعراب والبناء, ومنزهة
عن السكوت والافة. تدل على جميع الواجبات والمستحيلات والجائزات. وقال بعضهم عن
تعريف كلام الرب : إن كلام الرب واقع بغير مشيئته
وقدرته، وهم أربع طوائف: فقالت طائفة: إن كلام الرب واقع بغير مشيئته وقدرته،
وإنما هو معانٍ تفيض من العقل الفعال على النفس الفاضلة الزكية، فيحصل لها تصورات
وتفسيرات بحسب ما قبلت منه، وهذا قول الفلاسفة.
وقالت طائفة: كلام الرب واقع بغير مشيئته وقدرته، وهو
ألفاظ ومعانٍ وحروف وأصوات قديمة في الأزل لم تزل ولا تزال، وهذا قول السالمية.
وقالت طائفة: كلام الرب واقع بغير مشيئته وقدرته، وهو
معنىً قائم بالنفس جامع لأربعة معانٍ هي: الأمر والنهي والخبر والاستفهام، وهذا
قول الكلابية.
وقالت طائفة: كلام الرب واقع بغير مشيئته وقدرته، وهو
معنىً واحد لا يتعدد ولا يتبعض ولا يتجزأ ولا يتكثر، والحروف والأصوات عبارة دالة
عليه، وهذا قول الأشاعرة.
وقال كلام الله تعالى صفة من صفاته التي يجب على
المسلم أن يثبتها لربه كما أثبتها تعالى لنفسه من غير تحريف ولا تأويل، ولا تشبيه
ولا تمثيل، وقد أفرزت الحيدة عن هذا المنهج النبوي السلفي أقوالاً ضالة فيما يعتقد
في صفة كلام الله تعالى يصل بعضها إلى الكفر، ومن جملة تلك الأقوال ما يعتقده
المعتزلة والأشاعرة وهم منتشرون إلى اليوم.
شرح التعريف
منزهة عن السكون
والأفة: معنى السكون هو عدم تدبير الكلام فى نفسه, و الأفة هو عجز يمنعه عن الكلام
كالطفولة و الخرس.
الواجبات والمستحيلات
والجائزات: تدل على ان الله تعالى واحد قادر, موصوف بكل كمال, ومنزه عن كل نقص.
الادلة النقلية
اختلف العلماء عن اثبات الادلة فى صفة الكلام الله اما
بادلة النقلية واما باالادلة العقلية:
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ
مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ
رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ
مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ
مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6)
الادلة العقلية
العلماء المتكلمون يقولون ان صفة كلام الله تعالى لولم يتصف
بصفةالكلام لاتصف بضدها وهى البكم, والبكم نقص, والنقص عليه تعال محال. واشهر
الادلة العقلية فى اثبات صفة الكلام له تعالى دليل الكمال وان الكلام صفة الكلمال
وكل كمال واجب لله تعالى. اذَا, صفة الكلام واجبة لله تعالى.
و الله اعلم بالصواب,,,^_^
المراجع:
الدراسات فى العقيدة الإسلامية :الدكتور مصرى المحشر بيدين
شرح الكفاية العوام :الشيخ إبراهيم البيجورى
حاشية الدسوقى على أمّ البراهين :الإمام محمد سيدى الدسوقى
الوامع الأنوار البهية :شمس الدين، أبو العون
محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي
الجموع البهية للعقيدة السلفية :أبو المنذر محمود بن محمد بن مصطفى بن عبد
اللطيف المنياوي
المواقف :عبد
الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار،أبو الفضل، عضد الدين الإيجي
Tidak ada komentar:
Posting Komentar