العصر
العباسي
"العصر
الذي يبدأ من أول القرن الثاني الهجري وينتهي في منتصف القرن الرابع الهجري"
كلية الدراسات الإسلمية والعربية
جامعة شريف هداية الله الإسلاميّة
الحكومية
جاكرتا
1. الحالة السياسية :
في بداية هذا الدور نجحت
الجميعة السرية التي تألفت لتحويل الخلافة عن بني أمية إلى بني العباسي بن عبد
المطلب فقد قضي الأمويون على كل الحركات التي كانت تناونهم في شأن الخلافة لذا
احتاج الأمر إلى تخطيط سري محكم وقد تولاها أبو العباس : عبد الله الملقب بالسفاح
إبن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس, وقد اشتد العباسيون في معاملة بني أمية
وارتكبوا من أعمال القسوة والوحشية ما أرضوا به قلوب مساعديهم وأنصارهم من رجال
الفرس.
ويمثل العباصي الأولى فترة الاستقرار السياسي فلقد أمته هذا
العصر مائة سنة من سنة 132هج إلى سنة 232هج فلقد أجمع هذا العصر كل مقومات التقدم
في جميع النواحي السياسية والدينية والعلمية والثقافية والإجتماعية وكان لذلك
الأثر الأكبر فب إحياء العلوم ونهضة الفكر الإسلامي واقتباس العلماء من فلسفة
الينان واداب الفرس وعلم الهند.
أما الشيعة الإمامية :
فإنهم اتفقوا على تولي جعفر بن محمد المعروف بالصادق وهو الإمام السادس من أئمة
الشيعة وكان له أتباع كثيرون إلا أنه لم يطلب الخلافة لنفسه, ولما توفى افترق
أتباعه فرقتين :
1. فرقة تولت ابنه موسى المعروف بالكاظم وهم
الموسوية.
2. وفرقة ثانية : تولت إسماعيل ين جعفر الصادق
ويعرفون بالإسماعيلية وهؤلاء عملوا لنيل الخلافة مالم تعمل الفرقة الأولى
أما الخوارج : فقد
أنهكتهم الحروب الطاحنة التي خاضوها مع الأمين فلم يستطيعوا الخروج إلا في زمن
الرشيد سنة 175 هج.
كانت الدولة العباسية
ترتكز على عصبتين :
1. العصبية العربية على يد من والا هم من العرب.
2. والعصبية الفارسية الذين هم رجال الدعوة العباسية.
مميزات التشريع في هذا العصر :
النشاط العلمي في هذا
العصر لم يكن قاصرا على الفقه وحده بل تعداه إلى سائر المجالات الأدبية والعلمية,
فقد وضع في هذا العصر تفسير القرأن وجمع الحديث ووضعت علومه ووضع علم النحو وكتب
اللغة ورسم خطتها الخليل بن أحمد, كما وضع علم العروض والأدب والتاريخ, وفضلا عن
ذلك فقد ترجمت في هذا العصر كتب المنطوق والرياضة والطبيعة والفلسفة وغيرها وغير
ذلك من العلوم المتعلقة بالأجرام السماوية والكرة الأرضية مما كان سببا في اتساع
الحياة العقلية.
والخلاصة : إن هذا العصر
تميز عما سبقه وما لحقه من العصور بمميزات أهمها ما يأتي :
1. ازدهار الفقه واتساع دائرتة
2. ظهور المذاهب الفقهية وتكوينها
3. ظهور المصطلحات الفقهية
2- الأسباب التي أدت إلى ازدهار الفقه في هذا
العصر :
أ. عناية الخلفاء بالفقه والفقهاء :
كان إهتمام الخلفاء في
عهد الدولة الأموية بالنواحي الياسية أكثر من اهتمامهم بالنواحي الدينية فشغلوا عن
الفقه والفقهاء بسبب الحروب والفتن بعد مقتل عثمان بن عفان واتساع الفتوحات, فلما
تولى العباسيون الخلافة غلبت عليهم النزعة الدينية, فقربوا العلماء وقاوموا
الزنادقة, ورجعوا إلى الفقهاء في كل شئون الدولة وعلى الخصوص في عهد المنصور,
والمهدي, والرشيد.
وفقد كان من نتائج هذه
العناية بالفقه والفقهاء أوضح الأثر في اتساع مجال الفقه ونموه والتأليف فيه, وذلك
هو الشأن في كل ما يتجه إليه الحكام, فإنهم عادة أقدر الناس على الترغيب فيما
أحبوا, والناس أسرع ما يكونون إلى تحقيق رغباتهم لذلك انتشرالتأليف في الفقه واتسع
مجاله.
ب. جرية الرأي :
كان العلماء في هذا
العصر يتمتعون بحرية الرأي بسبب تشجيع الخلفاء لهم فكان الواحد منهم يجتهد في تعرف
الحكم ويذهب إلى ما تطمئن إليه نفسهدون أن تتحكم فيه سلطة أو يحجر عليه أحد فيما
يرى مادام أهلا لإجتهاد, فكانت المسألة الواحدة تعرض على الفقهاء وتأخذ أكثر من
حكم.
وقد ترتب على هذه الحرية
ظهور نشاط المجتهدين, وبذلك كانت عاملا من عوامل نشاط التشريع وازدهاره.
أما إذا كان الرأي
متعلقا بالخلافة فإنه يكون موضوع الحجر والمنع من الخلفاء بل قد يصل بصحابه إلى حد
الضرب والتعذيب كما حدث للإمام مالك حين أفتى بعدم وقوع طلاق المكره.
ج. نمو الحركة العلمية
بالأمصار الإسلامية:
نمت الحركة العلمية في
العصر العباسي نموا عظيمامن وصول المدنيات القديمة إلى رءوس المفكرين من العرب ولذلك عاملان :
العامل الأول: الموالى,
فقد دخل في الإسلام عدد كبير من الفرس والروم والمصريين
العامل الثاني:
انتشار الترجمة للعلوم في هذا العصر, فقد
ترجمت كثير من العلوم والمعارف التي قامت عليها نهضة الفرس والروم وكانت عماد
حضارة اليونان كالطب والكيمياء والفلسفة والمنطق والأدب المختلفة.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar