التربية
والتعليم في الإسلام
كلية الدراسات الإسلمية والعربية
جامعة شريف هداية الله الإسلاميّة الحكومية
جاكرتا
أولا:
مكانة العلم في الإسلام
كان
استهلال الآيات الكريمة المنزلة من الله على خاتم الرسوله صلى الله عليه وسلم في
غار حراء (اقرأ باسم ربك الذي خلق) إيذانا بأن هذه الرسالة تولي ألعلم أهمية
البالغة, وأنها تحرص على امتلاك الملتزمين بها وسائط الثقافة وادواتها ليكون أهلا
لحمل رسالة السماء وتبليغها لمن اراد الله به خيرا في الدنيا والآخرة. لذا أتت
آيات القرآن الكريم المنزل في أزمان وأماكن مختلفة متسقة مع أول توجيه سماوي
"اقرأ" كقوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء), (هل يستوي
الذين يعلمون والذين لايعلمون), (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم
درجات), (شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة و أولو العلم قائما بالقسط) وغيرها.
ونعى
القرآن على الذين لايستخدمون عقولهم وحواسهم في الوصول الى الإيمان بالله و تدبر
ما في ملكوته من مظاهر العظمة والاجلال متعللين بأنهم وجدو آباءهم على هذا النهج
فرسمهم بأنهم كالانعام أو أضل سبيلا. واحتفى الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه
بالعلم وأهله ووفر السبل المختلفة في حدود ظروفه لتربية المسلمين وتعليمهم
مبادئالدين ومناهج الحياة المشروغة التي يقرها الإسلام. ويروي التاريخ ماحدث في
أسرى بدر وكيف عجز بعضهم عن افتداء نفسه بالمال فجعل الرسول فداءه تعليم عشرة من
أطفال المسلمين القراءة والكتابة, مستهلا منذ أربعة عشر قرنا حملة الاسلام للقضاء
على الأمية في صورتها الأولية.
وفي
الاهتمامات النبوية بالعلم والتعليم تروي أحاديث كثيرة منها: (من خرج في طلب العلم
فهو في سبيل الله حتى يرجع), (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة), (ومن يرد الله
به خيرا يفقهه في الدين), (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم رجلا). وكان
الرسول هو المعلم الأول في الإسلام وعلى يديه تربي جيل الصحابة, وأعدهم عليه
الصلاة والسلام ليكونوا عبادا بناة للحياة ةالحضارة, كل في الميدات الذي يوافق استعداداته
وقدراته, لذا نجد منهم من كان سياسيا بارعا, ومن كان قائدا أملأت شجاعته الأسماع
والأبصار, ومن كان فقيها في الدين, ومن كان عبقريا في الإدارة والحكم, ومن كان
اقتصاديا يسيل المال الحلال بين يديه وكلهم جلس بين يدي محمد المربي يتلقي بإذن ربه
كلمات هدايات إلي سبيل الله, فتحيل هذه الآيات هؤلاء القوم, وقد كانوا في الجاهلية
عمياء إلي رسل هداية, وأدوات تنوير ينشر الله بهم هدايته في آفاق الارض, أليس هذا
العمل هو صميم التربية؟ وهل التربية غير اعداد وتكوين الانسان وتحويله من كائن
بيولوجي إلي إنسان اجتماعي مزود بإمكانات المعيشة والمهارات العمل والتكيف في
مجتمع ماملتزم بقيمه وثقافته وقضاياه المختلفة؟
ثاينا :
تطور الاهتمامات العلمية فى المجتمع الإسلامية
كان
القران الكريم و الحديث الشريف هما محور الإحتمامات العلمية و العملية فى فجر
الإسلام, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه أصحابه إلى الطريقة المثلى
للدراسة والمعا يشة لمصدري الشريعة الإسلامية. و فى السنة الشريفة أمرهم الرسول فى بداية الآمر بعدم كتابتها حتى
لا تليس مع اية القران الكريم, لكنه عليه الصلاة والسلام أباح لهم كتابتها بعد ذلك
عىدم رسخت أية القران الكريم و أسالبه فى نفوسهم. و كانت السنة منذ عصر الرسول
موضعا للدراسة و التأمل.
و فى عصر
الخليفة الراشد الرابع على كرم الله ةجهه بدأت الإهتمامات العلمية بعلوم العربية و
فى مقدمتها النحو- كما يرى البعض أسباب الداعية إلى ذلك :
1.
ظهور
اللحن فى اللغة العربية
2.
و ما
ترتب على ذلك من إخطلاط فى اللهجات واللكنات الأعجمية و العربية.
3.
الأمر
الذى يشوه الديباجة الجمالية التى شرفت بترول القرأن بها.
و
أصبحت العلوم الشرعية و علوم العربية أو علوم المقاصد و علوم الأدوات هى من
الغالبة فى الإهتمامات طول العصر الأموي و كان هذا أمرا طبيعا, لأن علوم الشريعة
فى المجتمع الإسلام هي أشرف العلوم, و علوم العربية هي الأداة التى نتعامل بها مع
أفصح ما فى العربية كتاب الله و سنّة نبيه. ولم تكن علوم القدماء – الرياضية و الطبيعية و الفلسسفة – بمعزل
عن إهتمامات المسلمين فى عصر الأموي. و فى عصر العباسى أتاحت الحرية الفكرية و
تشجيع الترجمة إلى العربية من التراث اليونانى و الفارس و الهندي التي كفلها
الخلفاء المستنيرين أتاحت للمسلمين دراسة علوم الأخرين و هدم هذه العلوم و نقدها و
اختيار ما يلائم تعاليم الإسلام.
و
طلت علوم الشريعة و علوم العربية هي القاسم المسترك لدى أصحاب الإهتمامات
العلمية.فالباحثون فى الفلسفة و الرياضيات و غيرها ليستغنوا عن هذه العلوم و هي
قوام دينهم و لسانهم, لذا نجد بعض العلماء العربية و كثيرا من النابغين في مجالات
الشريعة والفلسفة و غيرهما من المستعربين الذين صاروا عربا بعد الإسلام بااللغة و
الثقافة.
و على
رغم من تداخل و تشابه الإهتمامات العلمية لدى الكثيرين ظهرت و بتأثير عوامل سياسية
و إجتماعية متميزة لها قسمات خاصة فى الفكر الإسلامي, ظهر الفقهاء و المتكلمون و
المحدثون و الفلاسفة و الصوفية و اللغويون و غيرهم. و تدعيما لأركان الحضارة
الإسلامية التى وصلت ذارها فى القرن الرابع الهجري. و منذ القرن الخامس الهجري و بتأثير عوامل سياسية داخلية و
خارجية, و تحت ضغط ظروف إجتماعية و نفسية انكمس الإتجاه العقلانى. و تجحت همم معظم
العلماءإلى التقييد بالدراسات "النصية" و الإعتماد على ما أبدعه
السابقون فى علوم الشرعية, و عكف البعض على الرياضة و الروحية و نبذ علةم العقلية.
و
غدت مناهج الدراسة تعتمد أساسا على ما قاله السلف بدون إضافة أو إبداع, و أصبح
الفقليد مع اختلاف -الزمان و المكان- هو الأسلوب الأمثل,و غاب العقل الإسلامي فترة
من الزمان كانت كافية لأن تبلور أوربا علومنا و تضيف إليها, ثم تدق الطبول, و تطأ
بسنبك خيلها ساحة الأزهار الشريف عام1897م.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar