Translate

Senin, 09 September 2013

التربية و تاريخها الغزالي

التربية و تاريخها الغزالي

كلية الدراسات الإسلمية والعربية
جامعة شريف هداية الله الإسلاميّة الحكومية
جاكرتا

v               الغزالي 505 هـ / 1111 م
                حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي ، ولد في طوس إحدى مدن خراسان ببلاد فارس عام 450 هـ / 1058 م . نشأ في أسرة متدينة ، و مات أبوه وهو صغير بعد أن أوصى برعايته إلي أحد أصدقائه من المتصوفة ، مما كان له أبلغ الأثر في شخصية أبي حامد ، ثم درس على أبى المعالي الجويني إمام الحرمين و لازم أستاذه حتى وفاته ، و درس علوم الفلسفة و المنطق و الكلام دراسة الناقد البصير، و أثمرت هذه الدراسات كتاب " تهافت الفلاسفة " هذا فضلا عن تعمقه علوم الشريعة و العربية حتى صار من أكبر فقهاء الشافعية ، و من أعظم المفكرين الإسلاميين الذين طبعوا الفكر الإسلامي بطابعهم فيما تلاهم من قرون .
                اتصل بنظام الملك الوزير السجوقي و اشتغل بالتدريس في نظامية بغداد ، لكنه تركها بعد فترة و زهد في المناصب و اثر العزلة و الانقطاع للعبادة و التأليف. رحل إلى مكة حاجا ثم تفرغ للنسك و العبادة في دمشق فترة من الزمان ، لكنه تركها و عاد أخيرا إلى طوس و بني خانقاء بها و تفرغ للتأليف و العبادة في خانقائه يحيط به مريدوه من الزهاد و مازال بها حتى وفاته عام 505 هـ .
للغزالي اثار فكرية تتلمذت عليها الأجيال من بعده منها إحياء علوم الدين ، تهافت الفلاسفة ، ميزان العمل، الاقتصاد في الاعتقاد ، أيها الولد ، المنقذ من الضلال .

آراؤه التربوية
               للغزالي آراء في التربية و التعليم بث معظمها في كتابه " إحياء علوم الدين " و تكشف عن سعة أفقه وتحليله للنفس البشرية و كشفه عن جوانب القوة و الضعف فيها ، كما تكشف عن تمثله ثقافات عصره و مراحل الشك التي مربها حتى وجد اليقين في الاتجاه الروحي و المنهج الصوفي الذي اتبعه . و من آرائه التربوية :
1 – أساسيات المنهج و مواده
               يقيم المنهج التعليمي عند الغزالي على دعائم أساسية هي :
أ – القرب من الله سبحانه و تعالى فيجب أن تكون مواد المنهج مما يقرب المتعلم من الله و يفيده في حياته الدينية ، لذا كانت علوم الشريعة محمودة عنده قليلها و كثيرها لما لها من أثر في تزكية النفس و تطهيرها من الآثام و تقريبها من الله سبحانه ، و تستلزم دراسة هذه العلوم الاستعداد اللغوي بدراسة علوم النحو  و الصرف و اللغة ، لأنها أدوات أو وسائل لدراسة علوم الشريعة .

ب – الانتفاع بمواد المنهج في الحياة الدنيا ، لذا حث على دراسة علوم الطب و الحساب و الطبيعة ، لحاجة الانسان إليها في دنياه .
ج – تثقيف الانسان و تمدينه كانسان يعيش في مجتمع ، و يتعامل مع الآخرين حاكما أو محكوما ، و يبتدى ذلك في دراسة السياسة و الأخلاق و التاريخ و الشعر .
                و في ضوء هذه الأسس تقسم مواد المنهج عند الغزالي إلى :
·        علوم شرعية و هي علوم القرآن و التفسير و الحديث و الفقه .
·        علوم لسانية و هي العلوم التي تعتبر وسيلة لدراسة العلوم الشرعية مثل : النحو و الصرف و اللغة.
·        علوم عقلية يستفيد بها الإنسان في دنياه و هي علوم الطب و الحساب و الطبيعيات و الصناعات و      تسمى فروض الكفاية تمييزا لها عن فروض العين و يقصد بها العلوم الشرعية ، التي تؤدي إلى معرفة الله وتزكية النفس.
·        علوم الثقافة العامة التي يطلبها من يعيش في المجتمع ترقية لنفسه و تهذيبا لسلوكه ، و إلماما بقوانين الاجتماع و السياسة و تشمل الشعر و التاريخ و بعض فروع الفلسفة كالأخلاق و السياسة.

- تربية الصبيان :
                رأى الغزالي أن طلب العلم واجب على الرجال و النساء ، لكنه اهتم أساسا بتعليم البنين ، و على الرغم من أن الإسلام جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة ، لكن مفكري التربية ومنهم الغزالي تأثر بثقافات وأوضاع معاصرة لهم لم يهتموا كثيرا بتعليم البنات ، و انصب معضم اهتمامهم على تعليم الذكور لا الإناث .
                يرى الغزالي أن يعلم الصبي منذ سنواته الأولى ، فذلك أدعى إلى ثبات المادة التعليمية و رسوخها في نفس الصبي ، و يجب أن تعلمه ما يناسب استعداداته و قدراته ، وما يسهل عليه فهمه حتى لايرتبك عقله و ينفر من العلم ، و يرى أن التعليم يؤثر في النفس إذا ما كان الجسم صحيحا معاف . فالصحة للنفس تأتي من اعتدال مزاج البدن ،و تكامله مع النفس ، و لهذا ينظر إلى اللعب بالنسبة للصبيان نظرة تربوية ، فلا يراه عبثا أو لهوا و إنما يراه تنمية لجسم الصبي و ترويحا عن نفسه بإدخال السرور إليها ، و دفعا للملل من الدروس و طلبا للراحة حتى يتجدد نشاط الصبي فيقبل عليها مرة ثانية .
                و في مجال طرق التدريس و اداب التذهيب يوجه المعلم إلى مراعاة التدرج في عرض الدروس على الصبيان ،فيبدأ بالأسهل ثم السهل ثم الصعب فالأصعب و هكذا ، ولا يدخل في علم حتى ينتهي مما سبقه فبين العلوم ترتيب وترابط . و على المعلم ألا يعرض على الصبي ما لا يعقله ، و لا ينم علما من العلوم ، و إذا ما أخطأ الصبي لا يوبخه أمام زملائه و إنما يتبع معه سبيل الرحمة و التوجيه لا سبيل التهديد و الوعيد .
                و يوجه المعلم إلى أن يكون قدوة صالحة للصبيان لأن عيونهم معقودة عليه ، فيكون تقيا ورعا ، رزينا وقورا، صادقا ، نشيطا ، كما يوجهه إلى أهمية وقت الفراغ بالنسبة للصبيان ، فعليهم أن يشتغلوا فيه بذكر الله وقراءة القران الكريم و حكايات الصالحين ، مع المحافظة على الصلاة في أوقاتها ، فبهذا يجنب الصبيان مواطن السوء و يعودهم المحافظة على شعائر الدين و ادابه .  


Tidak ada komentar:

Posting Komentar