Translate

Minggu, 03 November 2013

الحضارة الإسلامية في الأندلس

الحضارة الإسلامية في الأندلس

كلية الدراسات الإسلمية والعربية
جامعة شريف هداية الله الإسلاميّة الحكومية
جاكرتا

v      المقدمة
الاندلس هو شبه الجزيرة إسبانيا التي حكمها المسلمون ما بين أعوام 711 م - 1492 م، وهي تقابل كلمة "فاندالوسيا" (وهي مشتقة من اسم الوندال) التي كانت تطلق على الإقليم الروماني المعروف باسم باطقة الذي احتلته قبائل الوندال الجرمانية ما يقرب من عشرين عاماً ويسميهم الحميري الأندليش.
تقع الأندلس في الطرف الغربي من أوروبا، ‏وتشمل الآن ما يسمى أسبانيا والبرتغال، ويفصلها ‏عن قارة أفريقيا مضيق جبل طارق. ويراد ‏بالأندلس في التاريخ الإسلامي تلك الحقبة الزمنية ‏التي امتدت من فتح العرب لأسبانيا 91 هـ / ‏‏711 م حتى سقوط غرناطة 897 هـ / 1492 م ‏وهي الفترة التي امتدت نحو ثمانية قرون.
فتح المسلمون بقيادة القائد طارق بن زياد عام سنة 92 هـ / 711 م, وجعلوا الأندلس جزءاً من الدولة الإسلامية ويعتبر عبد الرحمن الداخل المؤسس للدولة الأندلسية سنة 750 التي كانت مستقلة عن الدولة العباسية واعتبرت الأندلس امتدادا لدولة بني أمية التي قضى عليها العباسيون في الشرق عام 132هـ. وفي سنة 756 بنى عبد الرحمن الناصر (الثالث) مدينة قرطبة والتي أصبحت عاصمة الأندلس واعتبرت المدينة المنافسة لبغداد عاصمة العباسيين.
أ‌)   حال الاندلس قبيل الفتح
كانت أوربا في ذلك الوقت تعيش فترة من فترات الجهل والتخلُّف البالغ، فكان الظلم هو القانون السائد, فالحكَّام يمتلكون الأموال وخيرات البلاد، والشعوبُ تعيش في بؤسٍ شديد، واتخذ الحكَّام القصور والقلاع والحصون, بينما عامة الشعب لا يجدون المأوى ولا السكن، وإنما هم في فقر شديد، بل وصل بهم الحال إلى أن يُباعُوا ويُشتَرَوا مع الأرض، وكانت الأخلاق متدنِّية، والحرمات منتهكة، وبَعُدَ حتى عن مقومات الحياة الطبيعية.
فكانت أوربا بصفة عامَّة قبل الفتح الإسلامي يسودها التخلُّف والظلم والفقر الشديد، والبُعد التامُّ عن أي وجه من أوجه الحضارة أو المَدَنية, ودامت همجية أوربا البالغة زمنًا طويلاً من غير أن تشعر بها، ولم يبدُ في أوربا بعض الميل إلى العلم إلاَّ في القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر الميلاديين.

ب‌)    حال الاندلس بعد الفتح
دخل الإسلام في أسبانيا سنة 91 هـ / ‏‏711 م في عهد خليفة الوليد بن عبد الملك وهو احد خلفاء بني أمية, تأسست في البداية كإمارة في ظل الدولة الأمية في الشام (711 م 750 م), وبعد سقوط دولة بني أمية تولت الأندلس ممالك غير موحدة (ملوك الطوائف) عام 750 929 م، ثم الخلافة (929 1031 م) والاخر المرابطون (1031 1492 م).
كان للأندلس دور كبير في التأثير على أوروبا والممالك المجاورة لها، وعند قيام الدولة الأموية في الاندلس كان يقصد قرطبة العديد من أبناء أوروبا لطلب العلم. وقد دام الحكم الإسلامي للأندلس قرابة 800 سنة. وفي العصر الحاضر لا تزال منطقة جنوب إسبانيا تعرف باسم الأندلس وتعتبر إحدى المقطاعات التي تشكل إسبانيا الحديثة وتحتفظ بالعديد من المباني التي يعود تاريخها إلى عهد الدولة الإسلامية في الأندلس، وتحمل اللغة الإسبانية كثيراً من الكلمات التي يعود أصلها إلى اللغة العربية.
وفي سنة 1502 أصدر فردنان وإيزابل مرسوما يقضى بإلغاء شعائر الدين الإسلامي في جميع أرجاء البلاد. ولقد كتبت أسبانيا الإسلامية في القرون التي تقع بين هذين التاريخيين صفحة من أنقى الصفحات وأستطعها في العصور الوسطى.
وقد امتد تأثيرها من ولاية بروفانس (Provence) إلى الممالك الأروبية الأخرى وأتت بنهضة جديدة فى الشعر والثقافة, زمنها تلقى طلاب العلم المسيحيون من الفلسفة اليونانية والعلوم ما أثار في نفوسهم النشاط العقلي حتى جاء عصر النهضة الحديثة.
ج) قسام مدن الأندلس و حضارتها
إن جزيرة الأندلس مشتملة على متوسط و شرق و غرب :
      فالمتوسطة هي : قرطبة، وطليطلة، و حيان، وغرناطة، والمرية، ومقالة
      والشرق هي    : مرسية، وبلنسية، ودانية، والسهلة، و الثغر الأعلى
      والغرب هي    : أشبيلية، وماردة، وإسبونة لشبونة، وشلب، وشريش
و من هذه المدن أشهرها قرطبة
والعوامل على اختيارها مقرا لامارته : إن ملوك بنى أمية حين اتخذواها حاضرة ملكهم لعلى بصيرة : الديار الكثيرة المتفسحة , و الشوارع المتسعة , و المباني الفخمة , و النهر الجاري , و الهواء المعتدل.
يبقي علينا من نواحي الحضارة الأندلسبة  الحالة العالمية الشاملة للعرب و الأدب و الفلسفة و الجغرافيا و الإستكشاف و الطب و الكيمياء و الطبيعة , و يدخل في هذه الناحية من الحضارة و أعمال الناس كالزراعة ة الصناعة و التجارة. و لقد بلغت الآدب و العلوم العريبة في الدولة الأندلسية الإسلامية المثل الأعلى في الآدب و علومها في الأندلس. وصل الشعر و الأدب غاية من الإبداع الم يصلها في دولة إسلامية أخرى كما درسوا الفلسفة و نبغ منهم فيها مثل ابن طفيل و ابن رشد و ابن باجة و ابن زهر و غيرهم .
اشهر المدن : القرطبة
قرطبة مدينة أندلسية في أسبانيا وعاصمة مقاطعة قرطبة، يبلغ عدد سكانها 300,229 نسمة. وتـقع علـى بـعد 138كم شـمالي شـرق صقليـة؛ احتل الرومان قرطبة عام 206ق.م. وقد بلغت ذروة أهميتها في القرن العاشر الميلادي، حيث كانت مركزًا شهيرًا للفن والثقافة الأندلسية؛ وكانت قرطبة عاصمة الأندلس قبل دخول المسلمين فيها, ثم اتخذها بنو أمية ومن بعدهم عاصمة للمسلمين في الأندلس حيث كانت أم المدائن ومستقر دار الخلافة؛ ومازالت آثار المسلمين باقية فيها إلى الآن، وأشهرها جامع قرطبة الشهير ومن قرطبة وصلت علوم الإسلام إلى أوروبا لأنها كانت منارة الفكر خلال العصور الوسطى الأوروبية، سقطت قرطبة من أيدي المسلمين ضمن ما سقط من المدن الأندلسية في حوالي عام 635هـ.
د) رواد من علماء العرب
                الزهروي
                هو أبو القاسم خالق بن عباس الزهروي, ولد بالزهراء من ضواحي قرطبة بالأندلس سنة تسعمائة ست وأربعين (946) م وتوفي سنة ألف وثلاث عشرة (1013) م, وهو الامام، العالم، الحافظ، المجود، محدث الاندلس , وأول من نبغ في الجراحة بين العرب, ثالث الثلاثة من نوابغ الأطباء العرب وهم الرازي وابن سينا والزهراوي.
                العديد من الآلات الجراحية الحديثة المستخدمة الآن مازالت بنفس التصميم الذي ابتكرها به الجراح المسلم الزهراوي في القرن العاشر الميلادي. هذه الآلات وغيرها أكثر من مائتي آلة ابتكرها ما زالت معروفة للجراحين اليوم, وكان الزهراوي يجري عملية إستئصال الغدة الدرقية  thyroid. وذكر الزهراوي علاج السرطان في كتابه (التصريف) قائلا: متى كان السرطان في موضع  يمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخد ونحوهما من الأعضاء المتمكنة لإخراجه بجملته, إذا كان مبتدءا صغيرا فافعل.
                وكتب الزهراوي المألفات العديدة منها : التصريف لمن عجز عن التأليف, والمقالة العاشرة من كيابة خاصة بالجراحة ويحتص بعض فصوله بتعليم القوابل وإخراج الجنين الميت, وصور الآلات التي يحتاج إليها في الجراحة.
ابن رشد
                هو محمد بن قاسم بن أبي الوليد بن أحمد بن رشد الحافظ القرطبي ويكنى أبا الوليد عرفته أوروبا باسم أفيروس (Averroes). ولد بقرتبة الأندلس, سنة ألف ومائة ست وعشرين (1126) م وتوفي بالمغرب, سنة ألف ومائة ثمان وتسعين (1198) م. كان بارعا في علم الطب والفلسفة والفقه والنحو واللغة والحديث.
                اقتبس ابن رشد الفلسفة من أستاذه أبي بكر بن محمد عبد الملك الطفيل الطبيب الفيلسوف كما برع في علم المنطق, وكان ابن رشد يستند في آراء أرسطو في الفلسفة على البراهين والأدلة رغم أن أرسطو مخالف له في الملة. عرفت أوروبا فلسفة أرسطو مشروحة على يده, فلولاه ما عرف الأوربيون أرسطو. ويعتبر انه من أعظم الحكماء والفلاسفة في القرون الوسطى.
                وكتب ابن رشد المؤلفات المتنوعة والمختلفة منها : كتاب التحصيل وكتاب مدمات في الفقه وكتاب بداية المجتهد في الفقه وكتاب نهاية المقتصد وكتاب الكليات في الطب ومقالة في العقل وكتاب البرهان وكتاب الآثار العلوية وتهافت التهافت وتخليص كتاب النفس وتخليص كتاب أرسطو في العبارة وتخليص كتاب المقولات وتخليص الخطابة.




۩ والله أعلم بالصواب ۩


Tidak ada komentar:

Posting Komentar